”نسرين علاء الدين”..العنقاء السورية التي بحثت بقلمها عن هوية مجهولي النسب
الأكثر مشاهدة
"نحن السوريات ظلمنا في هذه الحرب لكننا لن ننكسر، سنقف وسنبعث من جديد كما هي العنقاء"، خرجت هذه الكلمات المشكلة بالقوة من المرأة الدمشقية " نسرين علاء الدين"، التي أرغمتها الحرب على النزوح الداخلي أكثر من مرة، واللجوء إلى لبنان، ولكن حبها لسوريا كان هو المنتصر، وعادت لتستخدم قلمها الصحفي لتطرق أبواب قضايا بني وطنها، وتدافع عن البسطاء والمستضعفين.
مهنة البحث عن المتاعب خطفت "نسرين" منذ التعليم الثانوي
فتاة ثلاثينية، سورية الهوى والهوية، ولدت في المحافظة التي قال عنها الشاعر "أحمد شوقي"، "عِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ"، لم يمنعها زواجها المبكر من الدراسة فقادها شغفها نحو العلم، أن تكمل دراستها بكلية الاقتصاد بجامعة دمشق.
منذ المرحلة الثانوية وحددت "نسرين" هدفها وقررت أن تدخل إلى مهنة " صاحبة الجلالة"، وخلال الدراسة الثانوية عملت في مجموعة الصحف الخاصة بالشبيبة، وعندما عادة إلى دمشق في 2007 انتقلت بين عدد من الصحف السورية المحلية، مثل جريدة "بلدنا" السورية، وجريدة "قاسيون"، وموقع "الاقتصادي ويب"، كما عملت معدة برامج اذاعية لمدة سنتين من (2010-2012) في إذاعة اسمها "شام أف أم"، وقدمت خلالها برنامج اسمه "استوديو شام"، الذي يركز على المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الهواية هى من قادت "نسرين" إلى الصحافة فهي لم تدرسها، ولكنها حصلت على العديد من الدورات في التحرير وكتابة المقال، حتى أن وصلت حاليا لتعمل في جريدة الأخبار اللبنانية.
الصحافة صوت الحق وليس الصوت الذي يمكن شرائه ببضعة دولارات
(الجرح السوري المفتوح وعدد المسجلين 16000، التسرب المدرسي..التشرد والعمالة القسرية، عشر سنوات من الخدمة والتثبيت مؤجل)، هذه عينة من الموضوعات التي تناولتها نسرين في تحقيقاتها الصحفية، وبينت أن شبكة "أريج" للصحافة الاستقصائية كانت الخطوة الأهم في رغبتها لطرق باب الصحافة الاستقصائية.
"أبحث عن موارد المعلومات في كل مكان سواء كانت المصادر ملفات ووثائق أو شخصيات حقيقية كأشخاص عايشوا الحدث أو ممن كانوا معنين بالدرجة الاولى، أبحث في الكتب القانونية والتشريعات والقوانين" هذه الأدوات التي تعتمد عليها نسرين في عملها الاستقصائي، وكان الإعلامي "يسري فوده" وتحقيقاته الاستقصائية المصورة معلماً ومرشداً لـ"نسرين" منذ أن خطت إلى أروقة الاستقصائي.
"الصحافة للشجاعات الجميلات"، حثت "نسرين" جميع الفتيات اللاتي يرغبن في اقتحام المجال الصحفي ولكن تمنعهم الكثير من التخوفات، إلى العمل وتحقيق أحلامهم، وعبرت عن أمنيتها في أن تعود "الصحافة" إلى دورها في المجتمع العربي والسوري، وتكون المرآة الحقيقية للمجتمع، وتكون المدافع عن المستضعفين والبسطاء وتكون الصحافة صوت الحق وليس الصوت الذي يمكن شرائه ببضعة دولارات أو ليرات.
"أطفال بلا نسب" البداية الحقيقة لـ"نسرين" في العالم الاستقصائي
حرمان السوريات من تسجيل أبنائهن المولودين في الحرب بعد اختفاء الأزواج، ثغرة في القانون تسمح بتسجيل(الأطفال خارج إطار الزواج) ولا تسمح لمجهولي الأب بالتسجيل،ونسبة دعاوى تثبيت النسب ارتفعت لتشكل 80% خلال السنوات الخمس الأخيرة، رغم أن نسبتها لم تزد عن 9% قبل الحرب، هي الشرارة التي دفعت "نسرين" إلى إشعال فتيل هذا الملف، لتحريك الجهات المسئولة لحل هذه القضية، وخاصة أن هناك أزيد من ستة ملايين سورية نزحوا إلى مدن وقرى أخرى داخل سورية، فيما لجأ وهاجر مايزيد عن أربعة ملايين سوري خارج البلاد.
وكان تنقل "نسرين" معدة التحقيق بين دمشق وريفها صباح يوم 12/11/2015، المحطة الأولى في التحقيق ، فاكتشفت بالصدفة بداية الخيط لعالم من أطفال بلا نسب، يولدون في الحرب مع اختفاء الآباء قسراً في حالات قتل أو اختطاف أو تهجير ما يحول دون تسجيلهم رسمياً.
ونفذت التحقيق مع شبكة "أريج" للتحقيقات الاستقصائية، وخرج إلى النور في 4 سبتمبر 2016،وعقب التحقيق بشهرين، أنهت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مشروع قانون رعاية مجهولي النسب، الذي سيحل بديلاً عن قانون اللقطاء.
تحقيق "أطفال بلا نسب" يدفع الحكومة السورية لتشريع قانون لرعاية مجهولي النسب
"المرأة في الحرب السورية" احتلت مساحة هامة من أعمال "نسرين"
معاناة المرأة السورية منذ اندلاع الثورة 2011، وتعدد الأدوار التي قامت بها ابتداء من نزولها إلى الشارع للتظاهر ومروراً بتعرضها للقتل والاعتقال، وصولا إلى تحمل مشقات كبيرة كزوجات وأمهات وبنات أثناء تغيب الأزواج والآباء والإخوة في المعتقلات، كانت محرك رئيسي لقلم نسرين، من أجل تسليط الضوء على تلك المعاناة، فتناولت قضية النزوح والتحرش داخل مراكز الإيواء اللاتي يتعرضن إليها الفتيات السوريات، وقضية زواج القاصرات الذى ارتفع بمعدل كبير بعد الحرب
موضع نسرين عن المرأة بعنوان أمهات المستقبل قاصرات: زواج بحكم الخوف والفقر
عن سوريات تتعرّضن للتحرش في مراكز الإيواء
وجود "شريك متفهم" ساعد نسرين على تقدمها الصحفي
"وجود شريك متفهم ومحب ومدرك لأهمية العمل الصحفي سيهون جزء كبيرجداً من معانة الأسرة بأكملها"، في معرض حديثها لفتت "نسرين" إلى تجربة زواجها المبكر، وقالت على الرغم من إن العمل الصحفي يرغم من يمارسه أن يكون متفرغ له، وخاصة من يعمل في مجال التحقيقات الميدانية أو حتى أي فرع من أفرع الصحافة، ولكن الشريك المتفهم لطبيعة العمل الصحفي يهون علي شريكته الكثير من الضغوطات التي تقع إثرها بشكل يومي خلال ممارستها للعمل الصحفي.
الكاتب
سمر حسن
الإثنين ١٤ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا